ارتفاع التوتر الشرياني، أو ارتفاع ضغط الدم، هو حالة صحية شائعة وخطيرة تحدث عند بقاء ضغط الدم داخل الأوعية الدموية مرتفعًا بشكل دائم. هذا الارتفاع يضع عبئًا إضافيًا على القلب ليضخ الدم، مما قد يؤدي مع مرور الوقت إلى مضاعفات خطيرة كأمراض القلب، السكتة الدماغية، الفشل الكلوي، وغيرها.
أنواع ارتفاع التوتر الشرياني وأسبابه:
ينقسم ارتفاع ضغط الدم إلى نوعين رئيسيين:
1- ارتفاع التوتر الشرياني الأولي (الأساسي). وهو النوع الأكثر شيوعًا، ويمثل حوالي 90–95% من الحالات. لا يوجد سبب محدد له، لكن يُعتقد أنه ناتج عن تداخل عوامل وراثية وبيئية ونمط الحياة، ومن أبرز هذه العوامل:
العمر: يزداد خطر الإصابة مع التقدم في السن نتيجة فقدان الأوعية الدموية لمرونتها.
التاريخ العائلي: وجود أفراد في العائلة مصابين بارتفاع الضغط يزيد من احتمالية الإصابة.
السمنة وزيادة الوزن: تؤدي إلى زيادة حجم الدم، مما يرفع الضغط على جدران الشرايين.
الخمول البدني: عدم ممارسة الرياضة يجعل القلب أقل كفاءة ويزيد الوزن.
النظام الغذائي غير الصحي:
الإكثار من الملح (الصوديوم): يؤدي إلى احتباس السوائل ورفع الضغط.
قلة البوتاسيوم: الذي يوازن تأثير الصوديوم، ونقصه يسهم في ارتفاع الضغط.
التدخين: يسبب ارتفاعًا مؤقتًا في الضغط ويتلف جدران الأوعية الدموية.
الإفراط في الكحول: يرفع ضغط الدم عند تناوله بكميات كبيرة.
الضغط النفسي المزمن: يسبب ارتفاعًا مؤقتًا قد يصبح دائمًا على المدى الطويل.
2- ارتفاع التوتر الشرياني الثانوي:
1- ارتفاع التوتر الشرياني الأولي (الأساسي). وهو أقل شيوعًا، وينتج عن حالة طبية كامنة أو استخدام أدوية معينة، ويظهر فجأة وغالبًا يكون أكثر حدة. من أسبابه: أمراض الكلى: كالفشل الكلوي أو الأورام الكلوية. اضطرابات الغدد: مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو أورام الغدة الكظرية. توقف التنفس أثناء النوم. أدوية معينة: مثل حبوب منع الحمل، بعض المسكنات، وأدوية البرد. تشوهات خلقية في الأوعية الدموية. الحمل: مثل تسمم الحمل أو ارتفاع الضغط الحملي.
لماذا يجب قياس الضغط بانتظام؟
يُعرف ارتفاع الضغط بـ “القاتل الصامت” لأنه غالبًا لا يسبب أعراضًا واضحة. لذا فإن الفحص الدوري ضروري لاكتشاف الحالة مبكرًا وتفادي المضاعفات.
الوقاية من ارتفاع التوتر الشرياني:
تعتمد الوقاية بشكل كبير على أسلوب حياة صحي، وتشمل:
نظام غذائي صحي ومتوازن
تقليل الصوديوم: لا تتجاوز 5 غرامات يوميًا (ملعقة صغيرة).
زيادة البوتاسيوم: بتناول فواكه مثل الموز والبرتقال، وخضروات كالبطاطا والطماطم، والبقوليات، ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
اتباع حمية DASH: تركّز على الفواكه والخضار والحبوب الكاملة، وتحدّ من الدهون المشبعة والكوليسترول.
تقليل الدهون المشبعة والمتحولة: واستخدام زيوت صحية مثل زيت الزيتون
الحفاظ على وزن صحي
زيادة الوزن من أهم عوامل خطر الإصابة بالضغط، حتى خسارة بسيطة بالوزن تُحدث فرقًا.
ممارسة النشاط البدني بانتظام
ينصح بممارسة 150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين المعتدلة كالمشي أو السباحة، أو 75 دقيقة من التمارين المكثفة.
الإقلاع عن التدخين
التدخين يرفع الضغط فورًا، ويتلف الأوعية الدموية.
تقليل الكحول
ينصح بعدم تجاوز مشروب واحد يوميًا للنساء واثنين للرجال.
إدارة التوتر
الاسترخاء، التأمل، اليوغا، أو الهوايات تساعد في تخفيف الضغط العصبي.
النوم الجيد
احرص على 7–9 ساعات من النوم يوميًا، لأن قلة النوم تؤثر سلبًا على القلب والضغط.
المراقبة المنتظمة لضغط الدم
خاصة إذا كنت ضمن الفئات المعرضة للخطر.
علاج ارتفاع التوتر الشرياني:
يعتمد العلاج على شدة الحالة، ويشمل:
1-تغييرات نمط الحياة: تُعد حجر الأساس في العلاج، وقد تكفي وحدها في الحالات الخفيفة. ويجب الاستمرار بها حتى مع الأدوية. 2- الأدوية: إذا لم تكفِ تغييرات النمط الحياتي، قد يصف الطبيب واحدًا أو أكثر من الأدوية التالية:
مدرات البول: تساعد الجسم على التخلص من الصوديوم والماء الزائد. مثبطات ACE: ترخي الأوعية وتمنع تضيقها. حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين ARBs: تمنع تأثير المواد التي تضيق الأوعية. حاصرات بيتا: تقلل من معدل وقوة ضخ القلب. حاصرات قنوات الكالسيوم: ترخي الأوعية وتخفض الضغط. مثبطات الرينين المباشرة: تقلل إفراز الإنزيم الذي يرفع الضغط. موسعات الأوعية أو حاصرات ألفا: تُستخدم في حالات خاصة لا تستجيب للأدوية الأخرى.
ملاحظات هامة:
التزم بالدواء كما وصفه الطبيب. لا توقف أو تغير الجرعة من تلقاء نفسك. المتابعة المنتظمة مع الطبيب ضرورية لضبط الجرعات ومراقبة الفعالية.
الهدف من العلاج هو إبقاء الضغط ضمن المعدلات الطبيعية لتقليل خطر المضاعفات الخطيرة.