يعد الربو عند الأطفال من أشيع الأمراض المزمنة التي تصيب الأطفال , مؤثراُ على نمط حياتهم في الكثير من الجوانب , قد يتسبب الربو بتغيب الأطفال عن المدرسة أو مكوثهم في المستشفى لساعات , غالباُ ما تكون النوبة الأولى من الربو مخيفة بالنسبة للأطفال وبالأخص أن أجسادهم غير معتادة على هذه الحالة من ضيق الصدر والتنفس و الصفير الشديد . وبالرغم من أن الربو مقلق وغير مريح أحياناُ إلا أنه يمكن السيطرة عليه . يعرف الربو بأنه مرض رئوي مزمن يؤثر على القصبات والأنابيب الهوائية التي تنقل الهواء من وإلى الرئتين , تتضيق هذه الممرات مما يتسبب بضيق تنفس مصحوب بالسعال والصفير , يأتي الربو على شكل نوبات تعرف بنوب الربو , فغالباُ ما يثيرها مسببات معينة تحرض حدوث النوبة .
كيف يؤثر الربو على الطرق التنفسية:
يسبب الربو بشكل مزمن بعض التغيرات على الطرق التنفسية أهمها :
التهاب الطرق التنفسية : تظهر الدراسات أن التهاب الطرق التنفسية هو من أكثر أعراض الربو إزماناُ بحيث أن معظم مرضى الربو لديهم درجة من الالتهاب في كل الأوقات , عندما يتم التعرض للمادة المحرضة على الربو , تفرز بعض الخلايا المبطنة للطرق الهوائية وسائط تقود للالتهاب وزيادة إنتاج المخاط مما يتسبب بتورم الطرق التنفسية وتضيقها .
زيادة حساسية الطرق التنفسية للعديد من المواد التي تجعل الربو أكثر شدةُ : بحيث أن الالتهاب الذي يحدث في الطرق التنفسيةيجعل هذه الخلايا أكثر حساسية للمحرضات التي تجعل الربو أكثر سوءاُ
تضيق الطرق التنفسية الذي ينجم بشكل حقيقي عن توتر العضلات المحيطة بالطرق التنفسية الذي يدعى ب bronchospasm ( التشنج القصبي ) وهذا ما يزيد تضيق القنوات التنفسية
الربو والأطفال :
يبدأ الربو خلال مرحلة الطفولة غالباُ قبل سن الخامسة , يعاني العديد من الأطفال من الربو فهو من الأمراض الشائعة في هذا السن , بحيث يعاني حوالي 6 مليون طفل من الربو . السبب الكامن وراء إصابة الأطفال بالربو غير معروف تماماُ ولكن يعتقد أن كل من الوراثة والبيئة تلعب دوراُ في إصابتهم .
من هم الأطفال الأكثر عرضةُ للإصابة بالربو :
لا يوجد طريقة مؤكدة يمكن من خلالها التنبؤ بحدوث الربو ولكن أظهرت الدراسات بعض التنبؤات للربو لدى الأطفال : منها الحساسية المشخصة بما في ذلك حساسية الجلد أو الطعام أو التهاب الأنف التحسسي , التاريخ العائلي للإصابة بالربو أو الحساسية , التعرض لدخان التبغ قبل الولادة أو بعدها , السمنة , العيش في منطقة ذات نسبة عالية من تلوث الهواء , العرق بحيث أن الأمريكيون السود والأفارقة أكثر رعضة للإصابة بالربو من الأعراق الأخرى , قد تحرض الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الفيروسية في الكثير من الأحيان نوبات ربو عند الأطفال الصغار واخيراُ الجنس بحيث أن الإناث في سن الطفولة والمراهقة أكثر عرضة للإصابة بالربو من الذكور .
اعراض الاصابة بالربو:
من الصعب تشخيص اعراض الاصابة بالربو لدى الأطفال وبالأخص أن الأطفال قد يخفون العديد من الأعراض المزمنة قبل الإصابة بنوبة ربو حادة , قد يتم الخلط أحياناُ بين الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى , أيضاُ قد يصعب على الطفل شرح الأعراض التي حدثت معه وخاصة التجربة الأولى له معا
من المهم استشارة طبيب الأطفال عند ملاحظة أن طفلك يعاني من عرض أو أكثر من الأعراض التالية :
السعال المزمن ( المستمر) الذي يتفاقم بسبب الالتهابات الفيروسية أو الأعمال المجهدة كالرياضة أو خلال النوم , قد يكون السعال المزمن هو الرعض الوحيد للربو عند الأطفال.
ظهور صوت صفير مع زفير الطفل.
التنفس السريع أو ضيق في التنفس وخاصة بعد التمارين .
ضيق في الصدر , قد يضع الطفل يده على صدره بعد التمارين أو يقول أن صدره يؤلمه .
التعب من التمراين , قد تلاحظين أن نشاط طفلك أدنى من باقي أقرانه ويتعب بشكل أسرع .
مشاكل في التغذية وشخير خلال الرضاعة ( بالنسبة للرضع) .
تعب خلال النهار نتيجة عدم كفاءة النوم أو النوم لساعات قليلة نتيجة السعال فقد تظهر الهالات السوداء تحت العينين كدليل على عدم نومهم الجيد .
ابتعاد الطفل عن الحياة الاجتماعية والميل نحو الأعمال التي لا تتطلب اجهاد .
تتراوح هذه الأعراض من خفيقفة إلى شديدة ولكن عندما تأتي نوبة الربو فأن هذه الأعراض تصبح أسوأ بكثير , قد تأتي نوبة الربو بشكل تدريجي أو فجأة وتكون الأعراض مهددة للحياة .
أنماط الربو :
عادةُ ما يتم تصنيف الربو عند الأطفال بناءُ على المسببات التي تحرض نوبة الربو , محفزات الربو هي أي شيء يؤدي لتفاقم أعراض الربو , تختلف محفزات الربو من طفل لآخر ويمكن أن تتغير لدى الطفل نفسه بمرور الوقت . الربو الغير تحسسي : ينجم هذا النمط من الربو عن مواد لا تسبب رد فعل تحسسي مثل : التنفس في الهواء البارد أو بعض الأدوية المعينة , المواد الكيميائية المنزلية ( مواد التنظيف , مساحيق الغسيل المعينة , مزيل الطلاء , مبيدات حشرية و.... ) , الإصابة بنزلات البرد و العدوى الفيروسية واخيراُ دخان التبغ . الربو الجهدي : الذي ينجم عن ممارسة بعض التمارين الرياضية وخاصةٌ عندما يكون الهواء جافاُ
تشخيص الربو :
تحديد نمط الربو ضروري في العلاج , من المهم أن تخبري الطبيب حول توقيت حدوث نوبة الربو لدى طفلك :
*في الليل أو في الصباح الباكر , خلال ممارسة الرياضة , بعد التعرض لمواد معينة مثل وبر الحيوانات الأليفة , خلال مواسم معينة , بعد الضحك أو البكاء .
يعتمد طبيب الأطفال على العديد من الاختبارت لتأكيد إصابة الطفل بالربو ومنها : التاريخ الطبي والعائلي , الاختبار البدني , الأشعة السينية للصدر , اختبار وظائف الرئة ( كقياس التنفس لتحديد كفاءة الرئتين ) , وهذا الاختبار يجرى للأطفال الأكبر من سبعة سنوات بحيث يتنفس الطفل ضمن جهاز خاص لمعرفة إن كان هناك عائق يمنع التنفس و اختبارات الحساسية الجلد والدم . إذا كان عمر الطفل لا يسمح بالقيام باختبارات التنفس قد ينصح الطبيب بإعطاء بعض الأدوية التجريبية بعد الشك بالربو لمعرفة ما إذا كانت الأعراض سوف تتحسن أم لا . من المهم معرفة أن هناك العديد من الحالات التي قد تشتبه مع الربو مثل بعض أمراض الحساسية الموسمية و الارتجاع الحمضي ( القلس أو GERD ) , الالتهابات الفيروسية والجرثومية وكذلك الحالات المتعلقة بتشريح الطفل ومشاكل القلب والأوعية الدموية .
نوبة الربو :
تحدث نوبة الربو عند تفاقم أعراض الربو المزمن , قد تحدث نوبة الربو حتى ولو كانت حالة الطفل تحت السيطرة قد تكون هناك بعض الأعراض التنذيرية التي تسبق نوبة الربو لدى الطفل ومن خلال ذلك يمكن علاجها بشكل سريع ومنها : السعال الخفيف , التنفس السريع وغير المنتظم و الشعور بالتعب الشديد , و صعوبة القيام بالأنشطة اليومية و نوم بدون راحة و آلام المعدة أو الصداع , قد يحدث أيضاُ تغيرات في المزاج لدى طفلك .
متى يتوجب عليك إحضار طفلك لأقرب مركز طبي :
سعال حاد وشديد
مشاكل خطيرة في التنفس وعدم قدرة الطفل على التنفس
تحول الوجه والشفين , أو الأظافر للون الأزرق أو اللون الشاحب جداُ
صفير خلال الزفير
علاج الربو لدى الأطفال :
أن الهدف الرئيسي لعلاج الربو هو تخفيف الأعراض لدى الأطفال لكي يتمكنوا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي كما باقي أقرانهم , يجب أن يتم ضبط الربو بشكل جيد لدى الأطفال فيجب ألا يعاني الطفل أكثر من مرتين أو ثلاثة من أعراض الربو ويجب ألا توقظهم أعراض الربو ليلاُ أكثر من مرة أو مرتين خلال شهر
هناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها لضبط الربو :
منع محفزات الربو : فيجب محاولة إبعاد الطفل عن المسببات التي سبق وأحدثت لديه نوبة ربو ( يتم اكتشاف المسببات مع مرور الوقت , لذلك يجب عليك مراقبة الطفل يشكل جيد لأنه قد لا يعرف ما قد سبب له النوبة).
الأدوية سريعة المفعول وتعرف بأدوية الإغاثة الريعة التي تعطى خلال نوبة الربو أو قبلها بفترة قصيرة وتعمل على تخفيف الأعراض خلال النوبة , في حال لم تنفع هذه الأدوية في تخفيف الأعراض يجب مراجعة المستشفى بشكل سريع , تشمل هذه الأدوية على : ناهضات بيتا 22 المستنشقة قصيرة المفعول التي تعمل على فتح المسالك الهوائية لكي تسمح للهواء بالتدفق , الكورتيكوستيروئيدات عن طريق الفم التي تقلل التورم في الشعب الهوائية , مضادات الكولين قصيرة المفعول أيضاُ وهو أقل فاعلية من مناهضات بيتا 2 ولكنه فعال في حال الأطفال لديهم آثار جانبية منها .
الادوية التي تعطى للسيطرة على الالتهاب والحد من تضيق مجرى الهواء ( لا تصرف لجميع الأطفال ويعتمد ذلك على شدة الأعراض ومرات حدوثها) وتشمل الكورتيكوستيروئيدات , بعذ الأدوية البيولوجية ( مثل بنراليزوماب ) , معدلات الليكوترين لتقليل التورم , مثبطات الخلايا البدينة , وحقن الحساسية تحت الجلد , موسعات الشعب الهوائية المستنشقة طويلة المفعول .
تأتي أدوية الربو في عدة أشكال :
أجهزة الاستنشاق بالجرعات المقننة ( تقود بتكوين رذاذ يخرج من خلال قطعة بالفم , بحيث توصل تراكيز عالية من الدواء إلى الرئتين . )
أجهزة الاستنشاق بالمساحيق الجافة( يحتاج الطفل للتنفس بعمق وسرعة لتوصيل الدواء إلى الرئتين)
السوائل التي يمكن استخدامها في البخاخات
الحقن
الحبوب
ولكن تعد الأشكال المستنشقة أفضل لأنها تصل سريعاُ للطرق التنفسية وبالتالي تعطي مفعول أسرع مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية .
كيف يمكن للأهل مساعدة الطفل في منع النوبات قدر الإمكان :
راجع الطبيب بشكل دوري واحرص على وضع خطة فعالة من أجل ضبط الربو .
علم طفلك كيف يتجنب مسببات الربو والابتعاد عما يهيجه .
احرص على جعل طفلك يتناول الدوتاء في مواعيد محددة وحتى لو كان يشعر بأنه بخير.
. عندما يشعر طفلك بازدياد أعراض الربو , يجب عليه تناول دواء التخفيف السريع من الأعراض ( قد يكون نفس الدواء الروتيني ولكن الجرعة أكبر) , استشر طبيبك لتحديد دواء مناسب عند حدوث النوبة .
تأكد من حصول طفلك على لقاح كوفيد-19 ولقاحات الأنفلونزا السنوية .
احرص على استخدام المباعد مع أجهزة الاستنشاق أو البخاخات , وهو عبارة عن جهاز يجعل استنشاق الهواء أسهل بكثير بحيث يوصل بجهاز الاستنشاق من جهة وبالفم من جهة أخرى .
يجب ابعاد الأطفال عن الأطفال الأخرين المصابين بنزلات البرد وما إلى ذلك , علم طفلم دائماُ غسل الأيدي من أجل تجنب الأمراض الأخرى أيضاُ .