سرطان الرحم :
الرحم هو المكان الدافئ الذي يحتضن الجنين حتى الولادة , يخضع الرحم كباقي الأعضاء التناسلية الأنثوية للعديد من التغيرات الهرمونية خلال الدورة الطمثية وقد يخضع أيضاُ للعديد من التغيرات المرضية وأكثر ما يقلق النساء هو سرطان الرحم يحدث سرطان الرحم غالباُ خلال سن اليأس ( الفترة التي تلي انقطاع الدورة الطمثية ) حيث أن معظم النساء المصابين قد تعرضوا لعوامل خطر خلال حياتهم أو تأهب وراثي للإصابة بسرطان الرحم
سرطان الرحم : يحدث كباقي أنواع السرطانات نتيجة فقدان السيطرة على الخلايا الرحمية , فتبدأ هذه الخلايا بالانقسام بشكل كبيرة ومتكرر بدون سيطرة وتبدأ بإنتاج الأنسجة التي تشكل الورم , يحدث نمو هذه الخلايا أما في الطبقة التي تبطن الرحم المعروفة ببطانة الرحم endometrium أو يحدث نموها في غضلية الرحم أو الأنسجة التي تدعم الرحم , وبناء عليه يتم تقسيم سرطان الرحم إلى نوعين أساسين هما : سرطان بطانة الرحم endometrial cancer و ساركوما الرحم uterine sarcoma .
ر
في الحقيقة يمكن أن يصيب سرطان الرحم كل النساء , ولكنه يزداد حدوثاٌ مع التقدم في السن ( أكبر من 50 عاماُ ) حيث أن النساء المقبلين على سن اليأس أو خلال فترة سن اليأس هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الرحم , تشمل العوامل الأخرى :
1- السمنة أو زيادة الوزن ( كميات كبيرة غير صحية من الدهون ).
2- تناول هرمونات أنثوية كالأستروجين خلال فترة سن اليأس ( كتعويض عن الهرمونات التي لم تعد تفرز بعد انقطاع الطمث ) دون تناول هرمونات أخرى كالبروجسترون .
3- واجهت صعوبة في الحمل .
4- تناول دواء tamoxifen الذي يستخدم لعلاج بعض أنواع سرطان الثدي .
5- النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الكولون , الرحم أو المبيض .
من المهم التحري والكشف المبكر عن سرطان الرحم , فكلما كان الاكتشاف مبكراُ يكون العلاج أكثر فعالية , حيث أن وجود تلك العوامل لا يعني إصابتك بشكل حتمي بسرطان الرحم , لكن يجب أن تتحدثي إلى طبيبك الخاص من أجل إجراء العديد من التحريات والفحوص الروتينية .
علامات وأعراض الإصابة بسرطان الرحم :
تتضمن أعراض وعلامات سرطان الرحم :
1- إفرازات مهبلية تختلف عن المفرزات الاعتيادية.
2- نزف مهبلي غير طبيعي : حيث يكون غزير جداُ ويحدث خارج مواعيد الدورة الطمثية أو النزف في سن اليأس ( أي بعد انتهاء الدورة الطمثية بشكل نهائي) , قد تكون أيضاُ مدة النزف طويلة جداُ .
3- الشعور بالألم أو الضغط في منطقة الحوض أو وجود صعوبة في التبول.
4- ألم خلال الجماع.
يجب عليك الانتباه لجسدك ومراجعة الطبيب بالسرعة القصوى عندما تلاحظين أي تغيرات أو أي من الأعراض السابقة التي تستمر لمدة أسبوعين أو أكثر , قد لا تكون الأعراض دليل قطعي على الإصابة بسرطان الرحم لذلك لا بد أن تراجعي الطبيب من أجل نفي الأسباب الأخرى المحتملة .
هل يمكنك تجنب الإصابة بسرطان الرحم
لا يوجد طريقة يمكن من خلاها منع سرطان الرحم ولكن يمكنك القيام ببعض الإجراءات التي تقلل من احتمالية الإصابة به :
1- استخدام حبوب منع الحمل.
2- الحفاظ على صحة جيدة ووزن جيد والقيام بالتمارين الرياضية بانتظام .
3- عدم إهمال هرمون البروجسترون ( عند تناول هرون الأستروجين كتعويض عن الهرمونات بعد انقطاع الدورة الطمثية ) حيث تستخدم لعلاج أعراض ما بعد انقطاع الطمث كالهبات الساخنة .
تشخيص سرطان الرحم :
لا تطلب النساء اللواتي لا تحملن أي أعراض أو تلك النساء اللواتي ليس لديهن قصة عائلية للإصابة بسرطان الرحم إلى فحوص دورية روتينة .
يقوم طبيب النسائية بالعديد من الفحوصات من أجل تحديد إن كنت مصابة بسرطان الرحم أو لا وقد يقوم بتحويلك إلى أطباء أورام النسائية .
سوف يحتاج الطبيب إلى تاريخك الطبي , تعرضك لعوامل خطورة , أيضاُ سوق يقوم بفحص جسدي كامل مع فحص للحوض , ومن الاختبارت المستخدمة :
.الأمواج فوق الصوتية ( الإيكوغرافي ) وهو من الاختبارات الأولى التي تستخدم لفحص أمراض النساء المختلفة حيث يستخدم الطبيب مسبار ويحركه فوق الجزء السفلي من بطنك لترتسم الصورة على شاشة صغيرة ومن خلالها يمكن للطبيب أن يتحرى وجود أي كتل أو أورام , وقد يحتاج الطبيب إلى استخدام الكوجات الصوتية عبر المهبل وهي تعد أفضل لفحص الرحم ويتم من خلاله فحص دقيق لبطانة الرحم من أجل الكشف عن أي تسمكات فيها ويساعده أيضاٌ لفي الكشف عما إذا كان نمو الخلايا ينشتر للطبقة العضلية للرحم وتحديد مكان أخذ الخزعة.
أيضاُ من أنوع الموجات فوق الصوتية هو التصوير بالموجات فوق الصوتية بالتسريب الملحي أو تخطيط الرحم حيث يتم استخدام أنبوب صغير يحتوي على ماء مالح يوضع في الرحم قبل التصوير
. أخذ خرعات من بطانة الرحم : وهو الاختبار الأكثر استخداماُ لتشخيص سرطان بطانة الرحم وهي دقيقة جداُ للنساء بعد انقطاع الطمث يمكن إجراء هذا الاختبار في عيادة الطبيب , يتم من خلال إدخال أنببوب صغير ورفيع إلى الرحم ومن ثم استخدام الشفط ويتم إزالة كمات قليلة فقط من بطانة الرحم , هذا الإجراء لا يحتاج إلى تخدير عام فهو يسبب آلام تشبه تلك التي تحدث خلال الدورة الشهرية فيتم أخذ بعض مضادات الالتهابات ( الإيبوبروفين ) قبل الإجراء قد يستخدم الطبيب تخدير موضعي قبل العملية من ألج تخفيف الألم.
. تنظير الرحم : يتم في هذا الإجراء وضع تلسكوب صغير في الرحم للحصول على رؤية أفضل للجزء الداخلي , يتم ملء الرحم بمياه مالحة ذلك يساعد الطبيب على رؤية أي شي غير سوي وأخذ خزعة منه , يتم أيضاُ استخدام مخدر موضعي قبل الإجراء .
الكحت والتوسيع : وهو إجراء يستخدم بحال عدم كفاية عينة الخزع أو بحال كان هناك سرطان رحم ولكنه غير واضح تماماُ تتم تحت التخدير العام , حيث يستمر الإجراء حوالي ساعة واحدة يتم فيه إدخال أداة إلى الرحم لكشط الأنسجة من داخل الرحم مع أو بدون استخدام التنظير.
- في حال اشتبه الطبيب في إصابتك بسرطان رحم بدرجة متقدمة قد يحتاج إلى العديد من الاختبارات التشخيصية لنفي انتشار الورم إلى الأنسحة الأخرى في الجسم ومنها : التوصير المقطعي المحوسي CT , التصوير بالرنين المغناطيسي , التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني , تنظير المثانة والمستقينم , تحاليل دم شاملة , اسشتري طبيب النسائية من أجل تفاصيل أكثر عن حالتك.
العلاج :
*- هناك أنماط عدة لعلاج سرطان الرحم منها : الجراحة , العلاج الإشعاعي , العلاج الكيميائي , العلاج بالهرمونات , العلاج الموجه
قد يشمل العلاج العديد من الآثار الجانبية على المربضة .
*- يعد العلاج الجراحي من أكثر العلاجات شيوعاُ حيث يكون : أما استئصال رحم كلي بما في ذلك عنق الرحم حيث يتم إخراج الرحم وعنق الرحم عن طريق المهبل أو عن طريق البطن حيث يتم عمل شق كبير في البطن ومن ثم استئصال الرحم أو من خلال منظار حيث يتم تقليل حجم الشق
*- استئصال المبيض والبوق الثنائي , استئصال الرحم الجذري ( يتم من خلال استئصال الرحم وعنق الرحم وجزء من المهبل قد يتم أيضاُ استئصال المبيضين وقناتي فالوب والعقد لللمفاوية القريبة )
بعد الرجاحة قد يتسخدم الطبيب العلاج الهرموني أو الإشعاعي لقتل الخلايا السرطانية المتبقية والبتالي التقليل من نسبة النكس
*- العلاج الإشعاعي : استخدام الأشعة السينية عالية الطاقة أو أنواع أخرى من الأشعة المؤينة من أجل قتل الخلايا السرطانية قد يكون العلاج الإشعاعي خارجي أي أن اللآلة خارج جسم المريضة ويتم تعرضها للأشعة أو داخلي بحيث توضع المادة المسعة في الإبر او البذورة أو الأسلاك ويتم وضعها مباشرة في الرحم .
*- العلاج الكيميائي : حيث يستخدم الطبيب أدوية معينة لوقف نمو الخلايا السرطانية ( الورم) أما عن طريق قتل هذه الخلايا أو عن طريق وقف انقسام الخلايا , يكون العلاج عن طريق الفم أو الأوردة ( وهنا يصل تأثير المادة الكيميائية إلى مناطق واسعة من الجسم وبالتالي ظهور تأثيرات جانبية أشد ) أو من خلال وضعها بشكل موضعي ضمن تجويف الجسم أو في المنطقة المصابة
*- العلاج الهرموني : يهدف هذا النمط من العلاج إلى وقف الهرمونات وبالتالي منع نمو الخلايا السرطانية
*- وبما أن هذه الأدوية ذات فعالية قوية جداُ وبالتالي لا تنحصر تأثيراتها فقط على الخلايا السرطانية وبهذا قد تسبب العديد من الآثاؤر الجانبية : مثل :
1- فقر الدم , فقدان الشهية , المزف والكدمات , أعراض هضمية كالإمساك , الهذيان , التعب , الوذمة , قضايا خصوبة عند النساء , مشاكل في الذاكرة والتركيز , غثيان , تغيرات في الجلد والأظافر , مشاكل في النوم , مشاكل في المسالك البولية.
2- تختلف الأعراض الجانبية بين الأشخاص بشكل كبير وحتى وإن كانوا بتلقون نفس العلاج .
*-- في النهاية يجب أن تعلمي أنه في حال تم تشخيصك بسرطان الرحم يجب يبدأ العلاج بشكل سريع حتى تتنكمي من السيطرة على سرطان الرحم بشكل كبير , حاولي أن تتلقي الدهم النفسي والاجتماعي من محيطك واختاري الطبيب المناسب لوضع أفضل خطة ممكنة للعلاج