العرق هو سائل الجسم الذي تنتجه الغدد العرقية يتكون بشكل رئيسي من الماء بالإضافة إلى بعض الأملاح , للعرق وظيفتان أساسيتان تتمثلان في إخلاء حرارة الجسم وخاصة بعد الجهد والتمارين الرياضية , بالإضافة إلى الحفاظ على توازن الجلد , إنتاج العرق متغير للغاية فهو يتأثر بالعديد من العوامل الفردية ( حسب الشخص ) والبيئية , إضافة أنه تؤثر العديد من الأمراض على إنتاجه السليم
يعد فرط التعرق حالة شائعة جداُ وتسبب إحراجاُ كبيراُ للكثير من الأشخاص , ولكن كيف تعرف إذا كنت تعاني من التعرق الزائد ؟
يحدث فرط التعرق بشكل شائع على اليدين والقدمين والوجه وتحت الإبطين , تكون كمية التعرق كبيرة حتى عند عدم بذل الكثير من الجهد , اخبر طبيبك عندما يزعجك التعرق بشكل كبير ويحدث مرة واحدة أسبوعياُ على الأقل لمدة ستة أشهر تصبح ملابسك مببلة بالعرق , قد تصبح البشرة بيضاء وكتجعدة أو قد تتهيج وتصبح حمراء , أيضاُ من المزعج للمريض الرائحة الكريهة التي تترافق مع الرطوبة , التعرق بحد ذاته ليس له رائحة وإنما وصوله لبشرتك تبدأ العديد من الجراثيم بتحطيمه مما يتسبب بظهور الرائحة المزعجة .
استشر طبيباُ عندما :
التعرق أكثر من المعتاد دون بذل جهد كبير
لا يوجد سبب للتعرق الزائد مثل الجو الحار أو التمارين الرياضية
إذا كان لديك ألم في الصدر أو حمى أو ضيق النفس أ, خفقان القلب .
قد لا يكون سبب التعرق مرضاُ بحد ذاته , يميل للبدء في مرحلة الطفولة أو مرحلة الطفولة المبكرة , ينتشر التعرق الزائد ضمن العائلات ويصبح أسوأ مع الانفعال والتوتر , غالباُ لا يحدث التعرق الزائد خلال النوم .
أسباب فرط التعرق :
فرط التعرق الأولي : هذا ما يسمى فرط الترعق البؤري , يحدث على جانبي الجسم ( اليدين , القدمين , تحت الإبطين , والرأس , الوجه ) , غالباُ ما بنتشر هذا النمط في العائلات يحدث عادةُ خلال ساعات الاستيقاظ الأولى , سبب هذا النمط غير معروف بدقة . فرط التعرق الثانوي : يحدث هذا النمط بسبب مسبب آخر , يسمى أيضاُ بفرط التعرق المعمم , يميل لإصابة مناطق كبيرة بالجسم , يحدث خلال الليل والنهار وقد يكون سببه : الققل والتوتر , التغيرات الهرمونية , السكري , فرط نشاط الدرق , أمراض القلب , بعض أنماط السرطانات , الإكثار من الكافيئين , بعض المواد الإدمانية , أورام الكظر ( أو تناول الستيروئيدات الصنعية ) , إصابات عصبية ( إصابة النخاع الشزكي , السكتة الدماغية , مرض الشلل الرعاشي ) , السل , أمراض الرئة , وأخيراُ قد تسبب بعض الأدوية فرط التعرق مثل الأسبرين , بعض أدوية ضغط الدم , أدوية الاكتئاب
التشخيص :
يعتمد الطبيب في تشخيصه على القصة المرضية , قد يكون التعرق واضحاُ ولا يحتاج الطبيب إلى أي إجراءات أخرى لإثبات ذلك , سوف يبحث الطبيب عن الأسباب المحتملة لحدوث فرط التعرق مثل تحاليل الدم , تحاليل هرمونات الدرق , سكر الدم , اختبار يقيس مستوى الرطوبة على بشرتك .
هل يمكن تجنب فرط التعرق :
في الحقيقة لا يمكن منع فرط التعرق الأولي , اما بالنسبة لفرط التعرق الثانوي ففي الكثير من الأحيان صعب تجنبه , وهذا يعتمد على السبب فعلى سبيل المثال إذا كان السبب بعض الأدوية مثلاُ , فإيقافها هو علاج فعال لذلك و من الممكن تخفيف تناول الكافيئين ولكن إذا كان سبب فرط التعرق الثانوي أمراض القلب أو ما إلى ذلك قد يكون من الصعب إيقافها .
مضاعفات فرط التعرق :
فقدان السوائل: يمكن أن يؤدي فرط التعرق إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل والأملاح من الجسم، مما قد يؤدي إلى اضطراب التوازن الكهربي في الجسم, لذلك لا بد من تعويض السوائل والشوارد بشكل مستمر
اضطرابات في درجة حرارة الجسم: قد يتسبب فرط التعرق في انخفاض درجة حرارة الجسم بشكل خطير، مما يؤدي إلى تسبب في تشنجات عضلية وصدمة حرارية.
اضطرابات نفسية: قد يؤدي فرط التعرق إلى انخفاض الثقة بالنفس والشعور بالإحراج والقلق الاجتماعي تصل أحياناُ إلى فقدان القدرة على ممارسة النشاطات اليومية وفقدان السعي اتجاه الرغبات والأهداف الشخصية .
التهابات الجلد: قد يتسبب فرط التعرق في زيادة فرصة حدوث التهابات الجلد، مثل التهاب الفطريات. نتيجة الرطوبة العالية التي تنتج عن فرط التعرق
علاج فرط التعرق :
مزيلات التعرق : عندما لا تنفع مزيلات التعرق العادية , جرب الأنواع التي تحتوي على نسبة عالية من aluminum chloride hexahydrate ( سداسي هيدرات كلوريد الألومنيوم ) , فالمستويات العالية من هذه المادة تعمل على إغلاق القنوات العرقية , يجب استشارة الطبيب قبل تطبيقها , قد ينصح الطبيب باستخدام هذه المنتجات مرة أو مرتين خلال اليوم بعد تنظيف المنطقة جيداُ وتنشيفها , ثم يخفف الجرعة إلى مرة أو مرتين فقط خلال الأسبوع .
الأدوية الجهازية لعلاج فرط التعرق : قد يصف لك الطبيب دواءُ يثبط الغدد العرقية ولكن من الآثار الجانبية الجفاف ( جفاف الفم والدمع) الإمساك والرؤية الضبايبية , لا تتناول مثل هذه الأنواع بدون وصفة طبية .
علاجات فرط التعرق الثانوي : تهدف هذه العلاجات إلى علاج سبب التعرق : يتم استخدام أدوية لضبط تراكيز هرمونات الدرق أو أدوية علاج القلق .
علاج كهربائي ( الرحلان الشاردي) : وهي آلة تستخدم كميات منخفضة من الكهرباء لإغلاق قنوات الغدد العرقية غالباُ ما يستخدم لعلاج فرط تعرق اليدين والقدمين .
العلاج بالبوتوكس ( توكسين البوتولينوم ): من النمط أ , من الشائع استخدامها تحت الإبطين من أجل تثبيط ال‘صاب التي تساهم بالتعرق وهو إجراء فعال وآمن ونتائجه تستمر من 6 -12 شهر حسب المريض , قد يكون مؤلماُ ولكنه قد يستخدم تخدير موضعي.
العلاج الجراحي : عند عدم حصول فائدة من العلاجات الأخرى يقوم الطبيب بقطع الأعصاب التي تنشط بعض الغدد أو في بعض الحالات يقوموا باستئصال كامل للغدد العرقية , العلمية الجراحية هي حل أخير من مضاعفاتها التعرق التعويضي بعد إجراء الجراحة بوقت لاحق , قد تسبب أيضاُ تضررا ُ في الأعصاب والشرايين والأنسحة المجاورة لمكان الإجراء.
فمن المهم استشارة طبيب الجلدية من أجل تحديد العلاج المناسب حسب حالتك , لا تستخدم الأدوية بدون استشارة الطبيب , فقد تكون هذه الأدوية حلاُ فعالاُ في علاج فرط الترعق ولكنها قد تخفي أعراض أمراض أخرى بالجسم ( كأمراض القلب والرئتين وما إلى ذلك )
من المهم جداُ التعايش مع أي حالة مرضية وغير مرضية بالجسم , بالنسبة لفرط التعرق فإن أهم مضاعفاته هي الخجل الاجتماعي والشعور بالحرج , فبعض المرضى يخجلون من القيام بالأعمال الروتينية , ومن السلام حتى بالأخص عندما يكون فرط التعرق في اليدين , هناك الكثير من الخطوات التي سوف تساعدك على التعامل مع فرط التعرق :
الاستحمام يومياُ , مع استخدام الصابون المضاد للبكتريا من أجل الرائحة المزعجة التي تسببها
تجفيف الجسم جيداُ , لأن الرطوبة هي المكان المناسب لتكاثر الجراثيم وبالتالي أيضاُ يساعد ذلك على تخفيف الرائحة
جفف حذائك جيداُ قبل أن ترتديه
ارتدي الجوارب القطنية التي تمتص العرق , حاول أن تغير جورابك عدة مرات باليوم
ارتدي الملابس القطنية والفضفاضة
استخدم بعض أنواع الفوط تحت الذراعين , ذلك يساعد على امتصاص العرق وتساعدك على الشعور بثقة أكبر .
حاول أن تحتفظ ببدل إضافي دائماُ بحوزتك في أماكن العمل وما إللى ذلك , قد تحتاج للتبديل
النظافة الشخصية أمر هام وضروري , حاول الحفاظ على نظافة ملابسك قدر الإمكان
حلاقة الشعر في المناطق المزعجة أمر ضروري مثل منطقة تحت الإبطين
تغيير نمط الغذاء , الإكثار من تناول الشوارد من أجل تعويض الأملاح المفقودة , الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالبهارات أمر في غاية الأهمية , ابتعد عن المواد الغذائية والكافيئين
تغيير بعض العادات , خفف من التوتر قدر الإمكان , استخدم بعض تقنيات الاسترخاء مثل رياضة اليوغا , سماع بعض الموسيقا الهادئة .